الكهرباء الساكنة هي عبارة عن تجمع شحنات كهربائية في جسم معين، سميت ساكنة لأنها تظل مكانها حتى تجد وسيط لكي تنتقل عبره أو تتوزع فيه.. وانتقال الشحنات من جسم إلى آخر لا يضبطها إلا قانون أو خاصية بسيطة وهي انتقالها من جسم إلى آخر بهدف التعادل والتوازن بين كمية الشحنات المتجمعة.
عند تحرك هذه الشحنات يحصل سريان لحظي للتيار الكهربائي, كما تحصل شرارة كهربائية عند تحرك الشحنات من موقع إلى آخر عبر الجو، أي عندما تقفز تلك الشحنات من جسم ذو كمية عالية من الشحنات إلى الجسم الآخر ذو شحنات اقل.
يمكن ملاحظة هذه الظاهرة يوميا عند خلع الملابس المصنعة من النايلون أو البوليستر في غرفة مظلمة ليلا فسنلاحظ ظهور شرر وصوت لفرقعات بسيطة وهذا نتيجة لانتقال الشحنات الكهربائية.
كما يمكن ملاحظة هذه الظاهرة عند تقريب ساعدنا المشعر من شاشة التلفاز فسنلاحظ وقوف الشعر وانجذابه إلى شاشة التلفاز. كذلك يمكنك القيام بحك طرف قلم وتقريبه من قصاصة ورق عندها ستلاحظ إنجذاب الورق للقلم وذلك بسبب تجمع الشحنات على طرف القلم وانجذابها مع الشحنات في الورق.
مخاطر الكهرباء الساكنة:
لعل أقرب مثال على خطورة الكهرباء الساكنة ظاهرة البرق والصواعق, فعند تجمع الشحنات الكهربائية على السحب يتم تفريغها مع الأرض على شكل برق أو صواعق.. ولذلك فإن المباني العالية أكثرها عرضة لهذه الصواعق, ويتم تجنب حدوث ذلك بواسطة أنظمة مانعات الصواعق والتي تقوم بتسريب الشحنات والجهد الكهربائي العالي المصاحب لها للأرض (تأريض).
تشكل الكهرباء الساكنة مشكلة كبيرة في الصناعة والمعامل وخصوصا في الصناعة النفطية والغازية, فانتقال الشحنات قد يسبب شرارة قد تكون كافية لإيقاد الغازات والأبخرة المتواجدة بالموقع.
لتجاوز مشاكل هذه الظاهرة يتم جعل كافة الأجسام متعادلة من حيث تجمع الشحنات عليها, فلن يكون هناك تجمع للشحنات على جسم ما يفوق ما هو متجمع على الجسم الآخر. لذا من العادة ربط جميع الأجسام المعدنية في المعمل مع بعضها وربطها مع الأرض من خلال نظام للتأريض (connect to ground) بهدف تفريغ كل الشحنات الكهربائية المتجمعة إلى الأرض.
ونشاهد لوائح منع إستخدام الهاتف النقال في محطات الوقود, فالموجات الكهرومغناطيسية يمكنها أن تتسبب باشتعال الوقود والأبخرة المنبعثة.. ولقد سجلت العديد من حالات الإصابة بسبب إستخدام الهاتف النقال في محطات تعبئة الوقود.
وقد صادف في أستراليا أن شخصاً نسي ولبس قميصاً من الصوف وعليه رداء جلدي، ودخل للبنك وخرج، وأثناء خروجه شبت النار في إناء زرع اصطناعي أحرق الزرع بأكمله فتوقف مذعوراً وحاول رجال الأمن إيقافه ولكنهم لم يستطيعوا الاقتراب منه لشعورهم بالكهرباء،
وعندما أحضروا الخبراء اكتشفوا أن هذا الرجل ونتيجة لما لبس تولد فيه 250 ألف فولت من الكهرباء ولما وجدت الفرصة قريبة واقترب من الباب المعدني استطاعت الكهرباء
أن تنتقل بسرعة للزرع فأحرقته، ويقول الخبراء أن الرجل نجا بأعجوبة من موت محتم فلو صادف ولامس الباب والذي يحتوي أطراف معدنية لمات فوراً مصعوقاً بكهرباء
قوتها 250 ألف فولت !!!
منقول بتصرف