- رفع الشحناء والتباغض من بين الناس ، وانتشار الأمن والرخاء بين الخلق .
من
الأمور التي أخبرنا عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها تحدث في زمن
عيسى عليه السلام : أن الشحناء والتباغض والتحاسد ترفع من بين الناس حيث
تجتمع كلمة الجميع على الإسلام ، وتعم البركة ، وتكثر الخيرات ، حيث تنبت
الأرض نبتها ، ولا يرغب في اقتناء المال لكثرته ، وينزع الله في ذلك الوقت
سم كل ذي سم حتى يلعب الأولاد بالحيات والعقارب فلا تضرهم ، وترعى الشاة مع
الذئب فلا يضرها ، فتملأ الأرض أمنا وسلما ، وينعدم القتال بين البشر
فترخص الخيل لعدم القتال ، وترتفع أسعار الثور ؛ لأن الأرض تحرث كلها .
ففي
حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه السابق أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال : « . . . ثم يرسل الله مطرا لا يكن منه بيت مدر ولا وبر ، فيغسل
الأرض حتى يتركها كالزلفة ، ثم يقال للأرض أنبتي ثمرتك ، وردي بركتك ،
فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة ، ويستظلون بقحفها ، ويبارك في الرِسْل (1)
حتى أن اللقحة من الإبل لتكفي الفئام من الناس ، واللقحة من البقر لتكفي
القبيلة من الناس ، واللقحة من الغنم لتكفي الفخذ من الناس . . . » الحديث
(2) .
_________
(1) الرسل : بكسر الراء وإسكان السين هو اللبن ، انظر : شرح صحيح مسلم للنووي ( 18 / 69 ) ، النهاية في غريب الحديث ( 3 / 412 ) .
(2) تقدم تخريجه ص 97 .