القصيدةْ جَميلة للغاية ،وهذه أَول قصيدة شعر حر نَدرسها
تناولناهَا الأَسبوع الماضيْ ،الشَّرحُ جَميل وَلكن تَنقصه عِدة أشياءْ :
قبل ذلك سأتحدثُ عن ما يميزُ الشعر الذي اعتدنا عليه عن الشعر الحر.
الشعرُ في العادة يتكون من بيتينْ في كل شطر ،وكل شطر له تفعيلة هي نفسها فيْ الشطر الآخر إلى نهاية القصيدة ،لا تتغير التفعيلة
فـ للشعر ستة عَشر بحراً ،كل بحر لهُ تفعيلة وإيقاعاً يختلف عن البحور الأخرى.. ويسمى ذلك كله بِعلم العروض الذي سندرسه في الصف الحادي عَشر
وواضعه هو الخليل بِن أَحمد الفراهيدي الأزدي العماني.
كَذلكْ كل شطر ينتهي بنفس القافية ،فإذا كانت القصيدة قافيتها حرف الميم ،فإنها تسمى ميمية ،وإذا كانت تنتهي باللام ،فإنها تُسمى لامية .. وَهكذا.
أما في الشعر الحُر ،فإنه لا يشترط أن يتكون كل شطر من بيتين ،وأن يلتزم بتفعيلة واحدة ولحن واحد ،بل نلاحظ أنه لا يلتزم بتفعيلة وقافية واحدة.
كل ذلك مُجرد مَعلومات ،حبذا أن يَعرفها الفرد.
* أَبا تمام .. أَين تَكون..
حُذفت (يا) التي هي أَداة النداء، لقرب أَبا تَمام من الشاعر (نِزار قباني) مَعنوياً ؛لِأن أَبا تَمام شاعر من العصر العباسي وَنزار شاعرٌ مِن العصر الحَديث،والفترة الزمنية تختلف بينهما ،أي أن الشاعر نزار لم يعاصر أبا تمام.
* فَلا ماء يَسيل عَلى دفاتِرنا ..
استخدمَ الشَّاعر لفظةْ (ماءْ) عِوضاً عَن (حِبْر) ،لأَن الماء لفظة تَدل على الحياة .. فكّأنه يقولُ هَنا لا حَياةَ في قَصائدنا ،أَي انهاْ راكِدة لا حَياة فيها.
* أَبا تَمام.. دار الشعر دَورته .. وَثار اللفظُ والقاموس .. ثارَ البدو وَالحضرُ .. وَمل البَحر زُرقته .. وَمل جُذوعه الشَّجرُ ..
نُلاحظ أَن الشاعر كرر نداءه إلى أبي تمام ،وَهذا دَليل على التحسر.
استخدم الشاعر لفظة (دار) للشعر .. أَي أن الشعر يدورُ في دائرة حيثُ إذا انتهى من الدورة الأولى يعيد الدورة -لأن نقطة البداية هي نقطة النهاية ،وَهكذا .. وهذا دَليلٌ علىْ عَدم وُجود تغيير في الشعر ،لأنه يعيد الدورة نَفسها .. ولأنه لا يسير في خَطٍ مستقيم ،فعندما يسيرُ في خَطٍ مستقيم ،فإنه يحصلُ على شيءٍ جَديد .. فلا نهاية للخطِ المستقيم -عَكس الدائرة-.
مل البَحرُ زُرقتهْ ..
السؤال الذي يطرحُ نفسه .. لماذا يمل البَحر زرقته؟ هل هُو يَمل ذلك فِعلاً ؟
لونُ البحْر في الحقيقة ليسَ أَزرقاً ،وإنما ذلك انعكاس اللون الأزرق من السماء .. ويتغير لون البحر في وَقتِ الغروب حيثُ يكون مائلاً للونِ الأُرجواني ،وَفي الصباح أزرقاً سماوياً يميلُ للبياضْ.. وكل هذه تغيرات تَحدث للبحر ،ولَكن هُنا لا يُوجد تغيير ،لأن البحر ظلّ راكداً فَأصبحَ أَزرقاً أَبداً ،وَهذا دليلٌ على رُكود الشعر.
هذا ما لدي ،إن كانَ هُناك شيئاً آخر غير الذي كَتبتِه ،سأكتُبه f]لما ينقطع العرق السوداني ،وانقل الدرس للدفتر -.-" ]