المطلب الرابع : الفتن
الفتن بكسر الفاء وفتح التاء جمع فتنة ، قال ابن فارس (1) : الفاء والتاء والنون أصل صحيح يدل على الابتلاء والاختبار (2) .
وقال
الأزهري (3) : جماع معنى الفتنة في كلام العرب الابتلاء والامتحان وأصلها
مأخوذ من قولك " فتنت الفضة والذهب " أذبتهما بالنار ليتميز الرديء من
الجيد ، ومن هذا قول الله تعالى : { يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ
يُفْتَنُونَ } (4) أي يحرقون بالنار (5) .
وقد وردت كلمة الفتنة في
القرآن الكريم بمعنى الابتلاء والامتحان ، ومن ذلك قوله تعالى : { أَحَسِبَ
النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ
}{ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ
الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ } (6) .
_________
(1)
هو أحمد بن فارس بن زكريا القزويني الرازى ، أبو الحسين ، من أئمة اللغة
والأدب ، أصله من قزوين ، وأقام مدة في همذان ، من أشهر كتبه : معجم مقاييس
اللغة ، والمجمل ، وجامع التأويل في التفسير ، توفي في الري سنة 395 هـ .
سير أعلام النبلاء ( 17 / 103 ) .
(2) معجم مقاييس اللغة ( 4 / 472 ) .
(3)
هو أبو منصور محمد بن أحمد بن الأزهر الأزهري الهروي اللغوي الشافعي ، قال
الذهبي : كان رأسا في اللغة والفقه ، ثقة ، ثبتا دينا ، له كتاب تهذيب
اللغة ، توفي سنة 371 هـ ، سير أعلام النبلاء ( 16 / 315 ) .
(4) سورة الذاريات ، الآية : 13 .
(5) تهذيب اللغة ( 14 / 296 ) .
(6) سورة العنكبوت ، الآية : 1 - 3 .