السّلام عليْكُم وَرحمةُ اللهِ وَبركاتُه
مَساؤُكم نُورانيةْ تحيطُ حوْلكم..
آملُ أنْ يَكونْ مساءَكمْ هذاْ مِثلَ ما تَشتهونْ.
مَوشحٌ أندلسيْ .. قرأْته قبلَ مُدة ليستْ بالقصيرةْ ،أَحببتُ كَلماتهْ ..
أَتمنى أن تتسلل النشوةْ لأرواحكم.. عِندَ قراءتهْ ..
جـادَكَ الـغيْثُ إذا الغيْثُ هَمى يـا زَمـانَ الـوصْلِ بـالأندَلُسِ
لـمْ يـكُنْ وصْـلُكَ إلاّ حُـلُما فـي الـكَرَى أو خِلسَةَ المُخْتَلِسِ
إذْ يـقودُ الـدّهْرُ أشْـتاتَ المُنَى تـنْقُلُ الـخَطْوَ عـلَى مـا يُرْسَمُ
زُفَــراً بـيْنَ فُـرادَى وثُـنَى مـثْلَما يـدْعو الـوفودَ الـموْسِمُ
والـحَيا قـدْ جـلّلَ الرّوضَ سَنا فـثُـغورُ الـزّهْرِ فـيهِ تـبْسِمُ
ورَوَى الـنّعْمانُ عـنْ ماءِ السّما كـيْفَ يـرْوي مـالِكٌ عنْ أنسِ
فـكَساهُ الـحُسْنُ ثـوْباً مُـعْلَما يـزْدَهـي مـنْهُ بـأبْهَى مـلْبَسِ
فـي لَـيالٍ كـتَمَتْ سـرَّ الهَوى بـالدُّجَى لـوْلا شُـموسُ الغُرَرِ
مـالَ نـجْمُ الـكأسِ فيها وهَوى مُـسْتَقيمَ الـسّيْرِ سـعْدَ الأثَـرِ
وطَـرٌ مـا فـيهِ منْ عيْبٍ سَوَى أنّــهُ مــرّ كـلَمْحِ الـبصَرِ
حـينَ لـذّ الأنْسُ مَع حُلْوِ اللّمَى هـجَمَ الـصُّبْحُ هُـجومَ الحرَسِ
غـارَتِ الـشُّهْبُ بِـنا أو ربّما أثّـرَتْ فـيها عُـيونُ الـنّرْجِسِ
تـنْهَبُ الأزْهـارُ فـيهِ الـفُرَصا أمِـنَتْ مـنْ مَـكْرِهِ مـا تـتّقيهْ
فـإذا الـماءُ تَـناجَى والـحَصَى وخَــلا كُـلُّ خَـليلٍ بـأخيهْ
تـبْـصِرُ الـورْدَ غَـيوراً بـرِما يـكْتَسي مـنْ غـيْظِهِ ما يكْتَسي
وتَــرى الآسَ لَـبـيباً فـهِما يـسْرِقُ الـسّمْعَ بـأذْنَيْ فـرَسِ
يـا أُهَـيْلَ الحيّ منْ وادِي الغضا وبـقـلْبي مـسْكَنٌ أنْـتُمْ بـهِ
ضاقَ عْنْ وجْدي بكُمْ رحْبُ الفَضا لا أبـالِـي شـرْقُهُ مـنْ غَـرْبِهِ
فـأعِيدوا عـهْدَ أنْـسٍ قدْ مضَى تُـعْـتِقوا عـانِيكُمُ مـنْ كـرْبِهِ
واتّـقـوا اللهَ وأحْـيُوا مُـغْرَما يـتَـلاشَى نـفَساً فـي نـفَسِ
وبـقَـلْبي مـنْـكُمُ مـقْـتَرِبٌ بـأحاديثِ الـمُنَى وهـوَ بَـعيدْ
قـمَـرٌ أطـلَـعَ مـنْهُ الـمَغْرِبُ بـشِقوةِ الـمُغْرَى بـهِ وهْوَ سَعيدْ
قـد تـساوَى مُحسِنٌ أو مُذْنِبُ فـي هَـواهُ مـنْ وعْـدٍ ووَعيدْ
سـاحِرُ الـمُقْلَةِ مـعْسولُ اللّمى جـالَ فـي الـنّفسِ مَجالَ النّفَسِ
سـدَّدَ الـسّهْمَ وسـمّى ورَمـى فـفـؤادي نُـهْـبَةُ الـمُـفْتَرِسِ
إنْ يـكُنْ جـارَ وخـابَ الأمَلُ وفـؤادُ الـصّبِّ بالشّوْقِ يَذوبْ
فـهْـوَ لـلـنّفْسِ حَـبيبٌ أوّلُ لـيْسَ فـي الحُبِّ لمَحْبوبٍ ذُنوبْ
أمْـــرُهُ مـعْـتَمَدٌ مـمْـتَثِلُ فـي ضُـلوعٍ قـدْ بَراها وقُلوبْ
حـكَمَ الـلّحْظُ بِـها فـاحْتَكَما لـمْ يُـراقِبْ فـي ضِعافِ الأنْفُسِ
مُـنْصِفُ الـمظْلومِ مـمّنْ ظَـلَما ومُـجازي الـبَريءِ منْها والمُسي
مـا لـقَلْبي كـلّما هـبّتْ صَبا عـادَهُ عـيدٌ مـنَ الشّوْقِ جَديدْ
كـانَ فـي الـلّوْحِ لـهُ مكْتَتَبا قـوْلُـهُ إنّ عَـذابـي لَـشديدْ
جـلَـبَ الـهمَّ لـهُ والـوَصَبا فـهْوَ لـلأشْجانِ في جُهْدٍ جَهيدْ
لاعِـجٌ فـي أضْـلُعي قدْ أُضْرِما فـهْيَ نـارٌ فـي هَـشيمِ اليَبَسِ
لـمْ يـدَعْ فـي مُـهْجَتي إلا ذَما كـبَقاءِ الـصُّبْحِ بـعْدَ الـغلَسِ
سـلِّمي يـا نفْسُ في حُكْمِ القَضا واعْـمُري الوقْتَ برُجْعَى ومَتابْ
دعْـكَ منْ ذِكْرى زَمانٍ قد مضى بـيْنَ عُـتْبَى قـدْ تقضّتْ وعِتابْ
واصْـرِفِ القوْلَ الى المَوْلَى الرِّضى فـلَهُم الـتّوفيقُ فـي أمِّ الكِتابْ
الـكَـريمُ الـمُـنْتَهَى والـمُنْتَمَى أسَـدُ الـسّرْحِ وبـدْرُ الـمجْلِسِ
يـنْـزِلُ الـنّصْرُ عـليْهِ مـثْلَما يـنْزِلُ الـوحْيُ بـروحِ الـقُدُسِ
مُـصْطَفَى اللهِ سَـميُّ الـمُصْطَفَى الـغَنيُّ بـاللّهِ عـنْ كُـلِّ أحَـدِ
مَـنْ إذا مـا عـقَدَ الـعهْد وَفَى وإذا مـا فـتَحَ الـخطْبَ عـقَدْ
مِـنْ بَـني قـيْسِ بْنِ سعْدٍ وكَفى حـيْثُ بيْتُ النّصْرِ مرْفوعُ العَمَدْ
حـيث بـيْتُ النّصْرِ محْميُّ الحِمَى وجَـنى الـفَضْلَ زكـيُّ المَغْرِسِ
والـهَـوى ظِـلٌّ ظَـليلٌ خـيَّما والـنّدَى هـبّ الـى الـمُغْتَرَسِ
هـاكَها يـا سِـبْطَ أنْصارِ العُلَى والـذي إنْ عـثَرَ الـنّصْرُ أقالْ
عــادَةٌ ألْـبَسَها الـحُسْنُ مُـلا تُـبْهِرُ الـعيْنَ جَـلاءً وصِـقالْ
عـارَضَتْ لـفْظاً ومـعْنىً وحُلا قـوْلَ مَـنْ أنـطَقَهُ الـحُبُّ فَقالْ
هلْ دَرَى ظبْيُ الحِمَى أنْ قد حَمَى قـلْبَ صـبٍّ حـلّهُ عنْ مَكْنِسِ
فـهْوَ فـي خَـفْقِ وحَـرٍّ مـثلَما ريـــحُ الـصَّـبا بـالـقَبَسِ
لـ الشّاعر / لسان الدينْ بنْ الخَطيب